قصة سمر والعصافير
سمر
فتاة في السنة النهائية من المرحلة الابتدائية ، استيقظت ذات يوم على صوت عصفور
يزقزق أمام نافذة غرفتها ، فقامت لتذهب إليه ، ولكنه سرعان ما طار بعيداً ، فحزنت
سمر لذلك وقالت :" لقد أخفته ... ليتني لم أذهب إلى النافذة ... فلعله جاء يبحث عن الطعام " ، فكَّرتْ
سمر بطريقة تجعل العصفور يعود مرة أخرى لنافذتها ، فأحضرت كوباً صغيراً مملوءاً
بالماء ، وأحضرتْ طبقاً به بعض فتات الخبز ووضعتهما على قاعدة نافذة غرفتها
الخارجية ، وابتعدت عن النافذة ، وبعد قليل .... جاء العصفور وبدأ يشرب الماء ،
فرحت سمر لذلك فرحاً شديداً ، وفجأة وهي تنظر للعصفور وهو يشرب من الماء ، إذ جاءت
مجموعة أخرى من العصافير تشارك ذلك
العصفور في الطعام والشراب ، فازداد سرور سمر ، وأرادت سمر أن تعرف موعد استيقاظ
العصافير فذهبت إلى أمها .
سمر
: أمي ... هل تعرفين متى تستيقظ العصافير يا أمي ؟
الأم
: ولماذا تسألين يا بنيتي ؟
سمر
: إني أستيقظ كل يوم على صوت العصافير ، وأردت ان أسبقهم وأستيقظ قبلهم .
فرحت
الأم لاهتمام سمر وقالت :
الأم
: إن العصافير يستيقظون مبكرا جداً يا بنيتي ، ما يقارب صلاة الفجر .
سمر
: ولماذا تستيقظ العصافير مبكراً يا أمي ؟
الأم
: إن ذلك ـ يا بنيتي ـ يتعلق بتعريف الطيور بعضها بعضاً بأماكن
تواجدها، وخاصة لدى الطيور المستقرة في
مكان معين ، وبعض العلماء يرى أن الطيور تحب التغريد صباحًا لأن بإمكان الأصوات أن
تمضي بعيدًا لمسافات في هذه الفترة من اليوم ، بسبب قلة الضجيج والضوضاء، كما أن كثافة الهواء تكون
أقل، ما يجعل الصوت يمضي لمسافة بعيدة .
سمر
: شكراً يا أمي ... ومن اليوم بإذن الله سأسعى أن أستيقظ مبكراً قبل العصافير .
استعدت
سمر بضبط المنبِّه الخاص بها لتستيقظ قبل
صلاة الفجر ، وبالفعل استطاعت ذلك ، وقالت لنفسها : " لماذا لا أتوضأ وأصلي
الفجر إلى أن تأتي العصافير ؟ وسرعان ما
اجابت على سؤالها وقامت وتوضَّأت وشرعت في صلاة الفجر ، وجاء العصافير ووجدوا الماء
والطعام على قاعدة نافذة غرفة سمر ، واستمرت سمر على هذا الحال مدة طويلة ، ولكنها
في يوم من الأيام قررت أن تفتح النافذة وتضع الطعام والشراب في غرفتها فلقد اعتقدت
أنها والعصافير أصبحوا أصحاباً ، ويمكن للعصافير دخول غرفتها دون خوف ، ولكن نظراً للهواء الشديد الذي يدخل من
النافذة ، أصابها المرض ولم تقم لصلاة الفجر .
استيقظت
الأم ولكنها لم تسمع صوت سمر كما تعودت من فترة طويلة ، فذهبت إلى غرفتها ،
فوجدتها نائمة ، ولكن الأم لم تتركها ، وذهبت إليها ووضعت يدها على جبينها فشعرت
بارتفاع حرارتها ، فأسرعت ونادت إلى أبيها وأخذاها إلى المستشفى .
جاءت
الممرضة وأعطتها بعض الدواء الذي جعلها تستعيد وعيها قليلاً وأول ما نطقت به
الفتاة : " العصافير يا أمي ... من يطعم العصافير ؟ أنا قلقة عليهم .
الممرضة
: ما الذي تقصده الفتاة يا أم سمر ؟
الام
: إن سمر تقوم مبكراً كل يوم لتضع الطعام والشراب للعصافير التي تقف على نافذة
غرفتها ، ولكنها بالأمس تركت النافذة مفتوحة ونامت ، مما أدى ذلك إلى ارتفاع
حرارتها كما ترينها الآن .
الممرضة
: ما شاء الله ..... فتاة صغيرة تقوم بهذا
العمل ! ... اطمئني .... فلن يضيع الله ما
تقدمه من خير .
ذهبت
الممرضة وعادت بعد قليل مع مجموعة من الممرضات اللاتي تنافسن في مساعدتها ، وانتشرت
قصة الفتاة في المستشفى ، وسمع الأطباء بذلك وأسرعوا لمساعدتها ، وبدأ الجميع
يتنافس في تقديم المساعدة لها ، فرحت الأم بما تراه ، واستعادت سمر وعيها ، ووجدت
معظم الممرضات والأطباء بجوارها ، واستغربت لهذا التجمع فسألت أمها
سمر
: لماذا كل هذا التجمع يا امي ؟ هل حالتي
خطيرة إلى هذا الحد ؟
ضحكت
الأم وقالت : لا يا بنيتي .... إن الممرضات سمعن بقصتك مع العصافير ، وسمع الأطباء
بذلك فجاءوا لمساعدتك ، والتعرف على هذه الفتاة التي كانت تساعد العصافير .
الطبيب
: يا سمر .. لقد أحسنت فعلاً ... إن الله ـ تعالى يقول : " ومن يعمل مثقال ذرة
خيراً يره " ، انظري يا سمر من فعل خير واحد ماذا حدث ، لقد تعرفت على
معلومات عن الطيور ، وواظبتِ على صلاة الفجر ، وسخَّرَ الله لك كل العاملين في
المستشفى لمساعدتك ، فاستمري فيما تفعلين
، يقول تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ
عَمَلًا ".
وعادت سمر إلى بيتها بخير وعافية واستمرت في فعلها الذي تفعله مع
العصافير .
( القصة تابعة لهذا الموقع .... رجاء ذكر المصدر عند النقل )
موضوعات تعبير | |
الرسم الهجائي | |
قصص وموضوعات اجتماعية | |
أبحاث ووسائل تعليمية | |
موضوعات تقنية | |
عودة إلى الأقسام العامة |
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا