وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً بِوُرودِهِ
وَبِنورِ بَهجَتِهِ وَنَورِ وُرودِهِ
***
وَبِحُسنِ مَنظَرِهِ وَطيبِ نَسيمِهِ
وَأَنيقِ مَلبَسِهِ وَوَشيِ بُرودِهِ
***
فَصلٌ إِذا اِفتَخَرَ الزَمانُ فَإِنَّهُ
إِنسانُ مُقلَتِهِ وَبَيتُ قَصيدِهِ
***
يُغني المِزاجَ عَنِ العِلاجِ نَسيمُهُ
بِاللُطفِ عِندَ هِبوبِهِ وَرُكودِهِ
***
يا حَبَّذا أَزهارُهُ وَثِمارُهُ
وَنَباتُ ناجِمِهِ وَحَبُّ حَصيدِهِ
***
وَتَجاوُبُ الأَطيارِ في أَشجارِهِ
كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عودِهِ
***
وَالغُصنُ قَد كُسِيَ الغَلائِلَ بَعدَما
أَخَذَت يَدا كانونَ في تَجريدِهِ
***
نالَ الصِبا بَعدَ المَشيبِ وَقَد جَرى
ماءُ الشَبيبَةِ في مَنابِتِ عودِهِ
***
وَالوَردُ في أَعلى الغُصونِ كَأَنَّهُ
مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ سَراةُ جُنودِهِ
***
وَكَأَنَّما القَدّاحُ سِمطُ لآلِئٍ
هُوَ لِلقَضيبِ قِلادَةٌ في جيدِهِ
***
وَالياسَمينُ كَعاشِقٌ قَد شَفَّهُ
جَورُ الحَبيبِ بِهَجرِهِ وَصُدودِهِ
***
وَاِنظُر لِنَرجِسِهِ الشَهِيِّ كَأَنَّهُ
طَرفٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ هُجودِهِ
***
وَاِعجَب لِأَذَريونِهِ وَبَهارِهِ
كَالتِبرِ يَزهو بِاِختِلافِ نُقودِهِ
***
وَاِنظُر إِلى المَنظومِ مِن مَنثورِهِ
مُتَنَوِّعاً بِفُصولِهِ وَعُقودِهِ
***
أَوَما تَرى الغَيمَ الرَقيقَ وَما بَدا
لِلعَينِ مِن أَشكالِهِ وَطُرودِهِ
***
وَالسُحبُ تَعقُدُ في السَماءِ مَآتِماً
وَالأَرضُ في عُرسِ الزَمانِ وَعيدِهِ
***
نَدَبَت فَشَقَّ لَها الشَقيقُ جُيوبَهُ
وَاِزرَقَّ سَوسَنُها لِلَطمِ خُدودِهِ
***
وَالماءُ في تَيّارِ دِجلَةَ مُطلَقٌ
وَالجِسرُ في أَصفادِهِ وَقُيودِهِ
***
وَالغَيمُ يَحكي الماءَ في جَرَيانِهِ
وَالماءُ يَحكي الغَيمَ في تَجعيدِهِ
***
فَابكُر إِلى رَوضٍ أَنيقٍ ظِلُّهُ
فَالعَيشُ بَينَ بَسيطِهِ وَمَديدِهِ
***
وَإِذا رَأَيتَ جَديدَ رَوضٍ ناضِرٍ
فَاِرشُف عَتيقَ الراحِ فَوقَ جَديدِهِ
***
مِن كَفِّ ذي هَيَفٍ يُضاعِفُ خُلقُه
سُكرَ المُدامِ بِشَدوِهِ وَنَشيدِهِ
***
صافي الأَديمِ تَرى إِذا شاهَدتَهُ
تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ
***
وَإِذا بَلَغتَ مِنَ المُدامَةِ غايَةً
فَاِقلِل لِتُذكي الفَهمَ بَعدَ خُمودِهِ
***
إِنَّ المُدامَ إِذا تَزايَدَ حَدُّها
في الشُربِ كانَ النَقصُ في مَحدودِهِ
**********************
الشاعر : صفي الدين الحلي
اسمه : أبو المحاسن عبد
العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس .
والحِلِّي نسبة إلى منشئه وهي مدينة ( الحلة ) التي تقع بين
النجف وبغداد ، فهي تبعد عن بغداد حوالي 100 كيلومتر، وعن النجف نحو 60 كم وعن
كربلاء نحو 40 كم وعن بابل نحو 7 كم ، ومدينة ( الحلة ) هي المدينة التي وُلِدَ و نشأ
فيها ، أحب الشاعر التجارة فاشتغل بها ، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها،
في تجارته، ويعود إلى العراق .
ومن أعماله : (ديوان شعر - ط) و (الأغلاطي - خ) معجم
للأغلاط اللغوية ، و (درر النحور - خ) وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات ، و (صفوة
الشعراء وخلاصة البلغاء - خ) و (الخدمة الجليلة - خ) رسالة في وصف الصيد بالبندق ،
و (العاطل الحالي - ط) رسالة في الزجل والموالي،
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا